Saturday, July 24, 2010

ممنوع القراءة لأقل من 40

" محظور القراءة لمن هم أقل من الأربعين ". ليست لافتة يمكن أن تقرأ عليها هذا التحذير، وإنما هى ظاهرة خطيرة يمكن رصدها بمجرد زيارة سريعة لمعرض الكتاب الذى يقام سنويآ بالقاهرة فى شهر يناير!

هذه الظاهرة التى تبدو جلية أمام أى زائر، تطرح بقوة السؤال التالى: أين الشباب؟! هل هى أزمة جيل يسعى للحصول على كل شئ بسرعة، وبالتالى بات قانعا بالكتاب الدراسى فقط؟!

إلا أن الجانب الأخطر من المشكلة هو غياب وعى الشباب بوجود المشكلة من الأساس، حيث إن معظمهم يكتفون بابتسامة عريضة عند طرح القضية؛ فالمشكلة ليست فى غياب القراءة فقط، إنما فى الجهل بخطورة عواقبها! ففى هذا الزمان، باتت القراءة من قبيل العادات القديمة، فى حين أن من يقرأ بات شخصا عجيبا، أما من يشاهد وهو يشترى كتابا، فإنه يكاد يقرب من مرحلة الجنون!

وعندما ألقيت نظرة سريعة على الاشخاص الذين يقبلون على المعرض و الكتب التى معهم، وجدت كتب من بينها: اللاهوت العربى وأصول العنف الدينى للكاتب يوسف زيدان و رواية وكالة عطية، وذلك مع احترامى الشديد لكل قرأ ميكى و تان تان، حيث إن كاتبة هذه السطور كانت واحدة منهم فى مرحلة مبكرة من حياتها
 
من جانبها، نشرت جريدة الشروق معلومات وأرقام تؤكد تراجع إقبال الشباب على قراءة الكتب وانسحابه أعداد كبيرة منهم من زيارة معرض الكتاب، وهو ما يؤكده - من ناحية أخرى - بول سميث مدير المجلس الثقافي البريطاني من أن قرار إغلاق مكتبة المجلس بالعجوزة - التي ظلت تتيح الإعارة العامة لأكثر من سبعة عقود- جاء بسبب ضعف ارتباط الشباب بالكتاب.

في الوقت نفسه، نفى سميث أن يكون قرار الإغلاق بسبب خفض النفقات، مشيرا إلى أنه في مدينة بحجم القاهرة، وفي دولة بحجم مصر عندما يصل جمهور القراء إلى أقل من ثلاثة آلاف شخص، فإن ذلك يشير إلى عدم الاستدامة،. وفي رسالة نشرتها صحيفة التايمز اللندنية العام الماضي، قال مارتن ديفيد سون المدير التنفيذي للمجلس إن الجيل القادم في مصر يظهر نقصا في دعمه للمكتبة، وتراجعا شديدا فى الإقبال على القراءة.

وفى دراسة أجراها المركز الثقافى البريطانى، تبين أن الكتب الدينية في مقدمة الكتب التي يفضّلها الشباب بنسبة 54.1 % تليها الكتب العلمية بنسبة 28.8%، ثم الكتب التاريخية بنسبة 28%، فالرومانسية بنسبة 26.4% والكتب الدراسية المتخصصة بنسبة 21.5% والخيال العلمي بنسبة 21% والقصص البوليسية بنسبة 12%

وإذا كانت الدراسة التى أجراها المجلس الثقافى البريطانى اكتفت برصد الظاهرة، فإن الواجب علينا نحن أن نستكملها بالخلوص بروشتة علاجية لهذه الظاهرة التى لها عواقب لا تختلف كثيرا عن مضاعفات أى مرض جسدى، إن لم تكن أشد. ومن هذا المنطلق، فإنه يجب تعبئة وسائل الإعلام فى اتجاه تحفيز الشباب على القراءة، سواء عن طريق الإعلانات التليفزيونية أو الإعلانات الإذاعية؛ فالإعلام له دور واضح وبارز في هذا الأمر، وهو قادر على توجيه وتغيير أنماط التفكير لدى الشباب، لا سيما أن معظم الشباب يقضون ساعات طويلة في مشاهدة التليفزيون وغير ذلك من الوسائل الإعلامية